محمد جعفر يكتب .. ”إن نبو عنخ.. إن رمث كيميت”

ترنيمة فرعونية تهز الوجدان وتبعث الكبرياء في العروق.
معناها: "نحن أسياد الحياة.. نحن شعب مصر".. كتبوها على الجدران منذ أكثر من 4500 سنة .. بعد أن تسيدوا الدنيا .. وامتلكوا الأرض من أقصاها إلى أقصاها.
ترنيمة تتفوق على مهابة ايزيس كثيراً .. صوت الأجداد يخرج من وراء الزمن ليعلن أننا أصل الحضارة ونبض الخلود.. كل حجر في أرضنا يشهد أننا لم نُخلق لنُتبع بل لنقود ..
هي ترنيمة تليق بالافتتاح المهيب للمتحف المصري الكبير، الذى شهده العالم أجمع قبل ساعات، إبهار يفوق الوصف .. وإبداع يفوق الإبداع .. حدث سيعيد للعالم ذاكرته الأولى ويذكره بمن صنع أول ضوء على وجه الأرض، فمصر لم تكن مجرد دولة، بل كانت منارة للعلم والمعرفة والفنون، وأجدادنا المصريون القدماء كانوا الرواد الذين أضاءوا طريق البشرية، وأسسوا لعلوم الأرض التي نعتمد عليها حتى اليوم.
ريادة في شتى العلوم والمعارف .. فى الطب والجراحة والهندسة المدنية والمعمارية والرى والرياضيات وعلم الفلك والتحنيط والكيمياء والفيزياء .. ريادة يعجز العلم الحديث عن فك طلاسمها إلى اليوم .. مصر أول من صنعت .. وأول من زرعت .. وأول من كتبت .. مصر التى أخرجت العالم من ظلام الجهل إلى نور العلم والمعرفة قبل آلاف السنين تعيد اليوم كتابة التاريخ من جديد بافتتاح أكبر حدث ثقافى فى تاريخ الإنسانية ..افتتاح المتحف المصرى الكبير يروى للأجيال والعالم "حكاية وطن" يضرب بجذوره فى أعماق التاريخ .. ربما يكون لدينا اليوم مشاكل اقتصادية ..أو تحديات اجتماعية لكن حتما ستنتهى تلك الآلام يوما .. وتبقى مصر هى مصر.. التاريخ ..الأصالة .. الحضارة.
سلام عليك يامصر .. سلام عليك يا مصر .. سلام عليك يا مصر.
من حقك أن تفخر بمصريتك، وأن تدرك أن كونك مصريًا ليس هوية فحسب، بل شرف وعبء وخلود ممتد من فجر التاريخ إلى ما بعد الأبد..!!

