”المغرب” يفتتح كأس أمم إفريقيا برسائل تتجاوز المستطيل الأخضر

شهدت المملكة المغربية، مساء أمس، افتتاحًا رسميًا مهيبًا لمنافسات كأس أمم إفريقيا، في أجواء احتفالية استثنائية احتضنها المجمع الرياضي الأمير مولاي عبد الله بالعاصمة الرباط، في حدث عكس بوضوح المكانة المتقدمة التي بات يحتلها المغرب كوجهة قارية رائدة لاحتضان وتنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى.
وقد تميّز هذا الافتتاح بحضور صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، ولي عهد المملكة المغربية، في مشهد رمزي قوي يجسّد العناية السامية التي توليها القيادة المغربية للرياضة، باعتبارها رافعة استراتيجية للتنمية، وأداة فعّالة لتعزيز التقارب بين الشعوب الإفريقية، وترسيخ قيم التلاقي والتضامن داخل القارة.
وجاء الحفل الافتتاحي ليجمع بين الإبداع الفني والعمق الحضاري المغربي، من خلال لوحات فنية استعرضت غنى الهوية الثقافية للمملكة وتنوع روافدها التاريخية، إلى جانب تنظيم محكم وتقنيات عالية المستوى، عكست الخبرة المغربية المتراكمة في تدبير التظاهرات الكبرى، وعززت ثقة المنتظم الإفريقي والدولي في قدرة المغرب على إنجاح مثل هذه المواعيد القارية.
وعلى المستطيل الأخضر، افتتح المنتخب المغربي “أسود الأطلس” مشاركته في البطولة بفوز مستحق، وسط أجواء جماهيرية حماسية وحضور مكثف في المدرجات، ما يعكس حجم الآمال المعقودة على المنتخب الوطني لمواصلة التألق، والمنافسة بقوة على لقب قاري جديد، يضاف إلى سجل إنجازات الكرة المغربية.
قراءة تحليلية: عندما تتحول الرياضة إلى قوة ناعمة:
يتجاوز تنظيم كأس أمم إفريقيا في المغرب البعد الرياضي الصرف، ليشكّل جزءًا من رؤية استراتيجية شاملة توظّف الرياضة كقوة ناعمة لتعزيز الحضور القاري والدولي للمملكة. فمثل هذه التظاهرات الكبرى تساهم في تحريك عجلة الاقتصاد، وتنشيط السياحة، وإبراز الاستثمارات في البنية التحتية، فضلًا عن دورها في تعزيز صورة المغرب كنموذج إفريقي ناجح في التنظيم والتدبير.
كما تبرز أهمية هذا الحدث في فتح آفاق جديدة للتعاون جنوب–جنوب، وفي تحفيز قطاعات موازية، من بينها الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والصناعات الثقافية، والخدمات، بما يعزز من الأثر التنموي الشامل لهذه البطولات، ويجعل منها منصة حقيقية للتقارب بين الشعوب الإفريقية.
بوابة "التعاونيات المصرية": حضور ميداني ومواكبة إعلامية:
وفي إطار مواكبتها الدائمة للأحداث الكبرى ذات البعد القاري، كانت منصة "التعاونيات المصرية" حاضرة في قلب هذا الحدث الرياضي الإفريقي البارز، حيث تابعت عن قرب فعاليات حفل الافتتاح وأجواء البطولة من الرباط، وقدّمت تغطية إعلامية خاصة تسلّط الضوء على أبعاد هذا الموعد القاري، وتقاطعاته مع قضايا التنمية، والتعاون بين الشعوب، ودور الرياضة في تعزيز التضامن الإفريقي.
افتتاح ناجح بكل المقاييس، يؤكد أن المغرب لا يكتفي باحتضان بطولة قارية، بل يقدّم للعالم رسالة إفريقية جامعة عنوانها: التنظيم المحكم، الشراكة القارية، والرهان على الإنسان..!!







