التعاونيات المصرية
بوابة التعاونيات المصرية صوت الحركة التعاونية المصرية
الثلاثاء 19 أغسطس 2025 12:22 صـ 24 صفر 1447 هـ
رئيس التحريرمحمد جعفر
رئيس مجلس الإدارةخالد السجاعى
حزب ”المصريين”: وقف إطلاق النار في غزة انتصار لصوت العقل والحق وزيرا التضامن الاجتماعي والخارجية يتفقدان رفقة رئيس وزراء فلسطين المطبخ الإنساني والمخبز الآلي للهلال الأحمر المصري بالعريش لدعم أهالي غزة الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء يخاطب وزير المالية لتحديد نسبة الضريبة على خدمات المقاولات استقرار الخضراوات وتراجع التفاح والبرقوق والكنتالوب في الأسواق اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025 وزيرة التخطيط: مراكز خدمات مصر تُتيح أكثر من 156 خدمة حكومية رئيس غرفة القاهرة التجارية: لجنة تطوير الحديد نقلة نوعية لزيادة الاعتماد على الخام المحلي وزير المالية: معدل النمو للربع الثالث يسجل 4.7 % مدفوعًا بزيادة 80% في الاستثمارات الخاصة التمثيل التجاري: قفزة قوية في صادرات الملابس الجاهزة بنحو 1.6 مليار دولار أسعار السلع الأساسية تتراجع بعد المبادرة الحكومية والزيت والسكر والمكرونة في الصدارة ”بناء” تعاونية إنتاجية جديدة تنطلق فى سماء قطاع الإنشاء والتعمير بالأسكندرية طرح «صكوك محلية» خلال النصف الأول من العام المالي الحالي وزير الإسكان يصدر حزمة توجيهات لتأمين المنشآت وتعزيز السلامة والصحة المهنية

حكيمة خالص تكتب .. دور الحكومة المغربية فى دعم التعاونيات

أصبحت تجربة المغرب في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وخصوصًا في دعم المقاولات التعاونية، نموذجًا ملهمًا في المنطقة العربية، حيث نجحت في المزج بين تمكين الأفراد وتعزيز التنمية المحلية المستدامة. الحكومة المغربية، وبتوجيهات ملكية، أطلقت برامج طموحة تستهدف خلق الثروة على المستوى المحلي وتقليص الفوارق الاجتماعية والمجالية، مما ساهم في تعزيز نسيج اجتماعي اقتصادي أكثر عدالة.

في هذا المقال، نستعرض أبرز المبادرات الحكومية المغربية في هذا المجال، ونسلط الضوء على تأثيرها، كما نطرح بعض المقترحات التي قد تكون مفيدة للدول العربية الراغبة في استلهام هذه التجربة.

1. المبادرة الوطنية للتنمية البشرية: الاستثمار في الإنسان أولا..

أطلقت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية سنة 2005، كمشروع مجتمعي يضع الإنسان في صلب التنمية. تميزت هذه المبادرة بتركيزها على الفئات الهشة والمناطق المهمشة، مع اعتماد مقاربة تشاركية جعلت من التعاونيات رافعة قوية لتحقيق أهدافها.
من أبرز أوجه الدعم:
- تمويل المشاريع التعاونية الصغيرة والمتوسطة.
- تأهيل الكفاءات المحلية عبر برامج التكوين والتدريب.
- تعزيز التسويق والترويج للمنتجات المحلية.

وقد مكنت هذه المبادرة الآلاف من التعاونيات، خاصة النسائية منها، من التحول إلى فاعل اقتصادي حقيقي داخل بيئاتها.

2. مخطط المغرب الأخضر: الفلاحة رافعة للتنمية التضامنية:

أطلقت المغرب مخطط المغرب الأخضر سنة 2008، كاستراتيجية وطنية لتحديث القطاع الفلاحي وقد تميز بتخصيص "ركيزة تضامنية" تهدف إلى دعم الفلاحين الصغار وتنظيمهم في تعاونيات ومجموعات ذات نفع اقتصادي.

من إنجازات المخطط:
- دعم مباشر للتعاونيات الفلاحية في مجال البذور، الآليات والتكوين.
- تشجيع سلاسل الإنتاج ذات القيمة المضافة (كالزيتون، الأركان، الأعشاب العطرية...).
- تسهيل الولوج إلى الأسواق الوطنية والدولية.

3. برامج حكومية مكملة: نهج متكامل ومتعدد الأطراف:

إلى جانب المبادرتين السابقتين، أطلقت الحكومة المغربية برامج داعمة أخرى، منها:
- برنامج "فرصة"لدعم حاملي المشاريع من الشباب، بمن فيهم من ينشطون في تعاونيات.
- برنامج "أوراش"الذي يوفر فرص عمل مؤقتة عبر مشاريع محلية، كثير منها يديرها أو يشارك فيها تعاونيات.
- استراتيجية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني التي تبلورت في وثيقة مرجعية وطنية تدعو إلى تنظيم القطاع وتسهيل حصول التعاونيات على التمويل.

4. تأثير ملموس على أرض الواقع :

نجحت هذه السياسات في خلق دينامية اقتصادية محلية فعالة، نذكر منها:

- تعاونية "أمل النسائية" – سيدي إفني:تحولت من نشاط تقليدي منزلي إلى مشروع مدر للدخل يشغل عشرات النساء.
- تعاونية "الواحة" – زاكورة: ساهمت في تثمين المنتوجات المحلية من التمور والأعشاب العطرية، وفتحت أسواقا وطنية ودولية.

هذه الأمثلة تعكس تحول التعاونيات من كيانات بسيطة إلى مقاولات اجتماعية حقيقية تسهم في محاربة الفقر والهشاشة.

تجربة المغرب تحمل دروسا عملية مهمة للدول العربية الراغبة في تطوير قطاع الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وأهمها:
- أهمية التمكين الاقتصادي للفئات الهشة عبر آليات التمويل التشاركي.
- ضرورة مأسسة العمل التعاوني بتوفير أطر قانونية وتشريعية مرنة.
- تكامل البرامج الحكومية لتفادي تشتت الجهود وضمان الاستدامة.
6. مقترحات لتعزيز فعالية دعم التعاونيات

- إطلاق منصات رقمية وطنية وجهوية لتسويق منتجات التعاونيات بشكل مباشر.
- تعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لخلق سلاسل إنتاج تضامنية مربحة.
- تشجيع التعاونيات على الاندماج في الاقتصاد الأخضر والرقمي، مثل تثمين النفايات أو الرقمنة الصناعية.
- تحفيز التصدير التعاوني عبر دعم اللوجستيك والمشاركة في المعارض الدولية.

إن دعم التعاونيات ليس فقط آلية للتمكين الاجتماعي، بل أداة اقتصادية فعالة يمكن أن تسهم في تحقيق تنمية متوازنة وشاملة.

إن التجربة المغربية في هذا المجال جديرة بالمتابعة والتطوير، كما أنها تقدم نموذجًا قابلاً للتكيف حسب خصوصيات باقي الدول العربية.

إن بناء اقتصاد تضامني حقيقي يمر عبر تمكين التعاونيات لتكون فاعلا اقتصاديا متكاملا ، والحكومة المغربية تسير بخطى ثابتة في هذا الاتجاه.

حكيمة خالص
كاتبة وإعلامية مغربية خبيرة فى الاقتصاد الاجتماعى التضامنى