حكيمة خالص تكتب .. مفتاح النجاح والاستمرارية داخل التعاونيات

في عالم المقاولات التعاونية، لا يكفي امتلاك فكرة مشروع أو منتج جيد..الفرق الحقيقي تصنعه طريقة تسييرك المالي والإداري!
لماذا الأمر مهم؟
✔️الشفافية تبني الثقة بين الأعضاء والشركاء.
✔️ التنظيم الإداري يحميك من الأخطاء والعشوائية.
✔️ البيانات الدقيقة = قرارات ذكية ومدروسة.
✔️ احترام القوانين = تجنّب العقوبات أو فقدان الدعم.
✔️ الرقمنة توفر الوقت والجهد وتحسن الأداء.
???? تعاوناتك تستحق نظاما واضحا ، ملفات منظمة، ميزانية دقيقة، ومساطر شفافة.
النجاح لا يصنع بالحماس فقط، بل بالتخطيط والتنظيم!
التعاونيات ركيزة أساسية للاستدامة والشفافية في الاقتصاد الاجتماعي والتضامني:
في قلب الدينامية التنموية التي يشهدها المغرب، تلعب المقاولات التعاونية دورًا محوريًا في خلق فرص الشغل، وتحقيق العدالة المجالية، وتعزيز الاقتصاد المحلي.
غير أن هذا الدور يظل رهينًا بقدرة التعاونيات على تبني تسيير مالي وإداري عقلاني، شفاف، وفعال..فبعيدا عن المبادئ التأسيسية والنوايا الطيبة، فان نجاح أي تعاونية يعتمد على منهجية التسيير الداخلي،خاصة في الشقين المالي والإداري، باعتبارهما العمود الفقري لأي تنظيم مهني جماعي.
لماذا يعتبر التسيير المالي والإداري ضروريا داخل التعاونيات؟
1. الشفافية والثقة:
التسيير المالي الجيد يعني معرفة دقيقة بالمداخيل، النفقات، التمويلات، وتوزيع الأرباح أو الفائض وهذا يرسّخ مبدأ الشفافية بين أعضاء التعاونية، ويُعزز الثقة بين التعاونية وشركائها (الممولين، السلطات، الزبناء...).
2. اتخاذ قرارات مبنية على معطيات:
فالبيانات المالية والإدارية المنظمة تمكن مكتب التسيير من اتخاذ قرارات دقيقة ومدروسة.. فالمصاريف غير المراقبة، أو الميزانيات غير الدقيقة، قد تفشل أفضل المشاريع.
3. الامتثال القانوني:
كل تعاونية مطالبة قانونيا بمسك محاسبة منتظمة، إعداد تقارير دورية، وتقديم وثائق رسمية عند الطلب.. فضعف التسيير يعرضها للغرامات أو فقدان الدعم العمومي.
4. تخطيط استراتيجي:
الإدارة الذكية للموارد تسهل وضع خطة عمل واقعية، ضبط التكاليف، تحسين الإنتاج، وتوسيع السوق.. فلا تنمية بدون رؤية، ولا رؤية بدون معطيات دقيقة ومحدثة.
5. تحسين الحوكمة الداخلية:
عندما تكون الأمور واضحة ومدونة ومحفوظة، تقل النزاعات داخل التعاونية ويتم توزيع المسؤوليات بناءا على المهام وليس على العلاقات الشخصية أو العفوية.
أين تكمن التحديات اليوم..؟
رغم وعي العديد من التعاونيات بأهمية التنظيم، إلا أن الواقع يظهر:
- اعتمادا كبيرا على الوثائق الورقية التي تضيع أو تتلف..
- غياب أدوات رقمية تسهل الأرشفة والتتبع والمحاسبة..
- ضعف في فهم الالتزامات القانونية والضريبية..نقص في الكفاءات الإدارية والمالية داخل التعاونية.. وغياب نظام واضح لتتبع الطلبات، المشتريات، والعقود.
الطريق نحو تسيير ناجح يبدأ بخطوات بسيطة:
1. تعيين مسؤول إداري ومالي مؤهل داخل التعاونية، حتى لو بشكل جزئي.
2. اعتماد أدوات رقمية بسيطة مثل Excel وGoogle Drive لحفظ البيانات.
3. بناء أرشيف إلكتروني منظم حسب نوعية الملفات (مشاريع – مالية – عقود...).
4. تكوين الأعضاء الأساسيين في الجوانب الإدارية والقانونية الأساسية.
5. إعداد دليل داخلي يوضح المساطر الإدارية والمحاسبية المعتمدة.
في الختام:
- ليست كل تعاونية ناجحة لأنها تبيع منتجا جيدا ، بل لأنها تدار بعقلانية، يُوثق فيها كل درهم وكل قرار.
- الاستثمار في التسيير الإداري والمالي ليس تكلفة، بل هو ضمان للاستمرار، والنمو، والاستقلالية.
- في زمن الرقمنة والمساءلة، أصبح التنظيم الداخلي مسألة بقاء، لا خيار.