حكيمة خالص تكتب .. الريادة التعاونية فى قلب التنمية
في عالم يشهد تحولات اقتصادية واجتماعية متسارعة، تبرز الريادة التعاونية كنموذج مبتكر قادر على إحداث أثر اقتصادي واجتماعي حقيقي، يقوم على قيم التضامن، المشاركة، والعدالة في اقتسام الثروة. إنها ريادة تتجاوز حدود المبادرة الفردية لتبني مشروعاً جماعياً يستفيد منه الأعضاء والمجتمع المحلي على حد سواء.
ما الذي يجعل الريادة التعاونية مختلفة عن ريادة الأعمال التقليدية؟
تتميز الريادة التعاونية بكونها:
* تقوم على الحكامة الديمقراطية في اتخاذ القرار؛
* تضمن توزيعاً عادلاً للمداخيل بين الأعضاء؛
* تبني مشاريع جماعية بدل المبادرات الفردية؛
* تمنح كل عضو دوراً ومسؤولية في نجاح المشروع.
هذه الخصائص تجعل التعاونيات أكثر قدرة على الصمود والاستمرارية لأنها تقوم على قوة الجماعة وليس على فرد واحد.
كيف تساهم الريادة التعاونية في التنمية المحلية؟
تلعب التعاونيات دوراً محورياً في:
* خلق فرص الشغل للشباب والنساء؛
* تثمين الموارد المحلية والمنتوجات التراثية؛
* محاربة الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية؛
* تشجيع الاقتصاد الأخضر والمشاريع المستدامة؛
* تعزيز التماسك الاجتماعي داخل المجتمعات المحلية.
فهي ليست فقط وحدة اقتصادية، بل فضاء لبناء القدرات وتطوير المهارات، وتنمية القيادة لدى الأعضاء.
ما دور الرقمنة في تعزيز الريادة التعاونية؟
مع تطور التكنولوجيات الحديثة، بات بإمكان التعاونيات:
* تسويق منتجاتها عبر منصات رقمية؛
* تحسين جودة خدماتها بالتواصل السريع مع الزبناء؛
* الولوج إلى أسواق واسعة داخل وخارج المغرب؛
* تعزيز ثقة المستهلك من خلال الشفافية والوضوح؛
* استخدام البيانات والتحليل الرقمي لاتخاذ قرارات أكثر فعالية.
الرقمنة اليوم لم تعد خياراً… بل ضرورة استراتيجية لرفع تنافسية التعاونيات.
ما الذي تحتاجه الريادة التعاونية لتصبح رافعة قوية للتنمية؟
لتعزيز دور التعاونيات في التنمية الوطنية، يتطلب الأمر:
1. دعم التكوين والمواكبة في التسيير والحكامة؛
2. تسهيل الولوج إلى التمويل عبر برامج مبتكرة؛
3. تقوية الشبكات التعاونية والشراكات بين الجهات الفاعلة؛
4. اعتماد نظم رقمية لتسويق المنتجات وتطوير العلامات التجارية؛
5. تشجيع الابتكار الاجتماعي داخل التعاونيات.
عندما تتوفر هذه الشروط، تتحول التعاونيات إلى محركات اقتصادية تُحدث الأثر وتخلق فرصاً مستدامة.
إن الريادة التعاونية ليست مجرد نموذج اقتصادي، بل رؤية جديدة تضع الإنسان في صلب التنمية.. إنها تقترح اقتصاداً عادلاً، شاملاً، ومستداماً، قادراً على مواجهة التحديات وبناء مستقبل قائم على التضامن والقيمة المشتركة.








