التعاونيات المصرية
بوابة التعاونيات المصرية صوت الحركة التعاونية المصرية
السبت 19 أبريل 2025 07:32 مـ 21 شوال 1446 هـ
رئيس التحريرمحمد جعفر
رئيس مجلس الإدارةخالد السجاعى
أمين صناعة ”المصريين”: جولات رئيس الوزراء المستمرة للمدن الصناعية تخلق بيئة جاذبة للاستثمار م. مصطفى صالح يهنىء التعاونيات الفائزات بجوائز ”الة المتعاونة” بالمغرب الكبدة بـ 400 جنيه.. تعرف على أسعار اللحوم في الأسواق والمنافذ الحكومية اليوم السبت 19 أبريل 2025 السلع الأساسية.. انخفاض أسعار الأرز و العدس في الأسواق اليوم السبت 19 أبريل الخٌضر والفاكهة.. انخفاض أسعار الطماطم والبطاطس والبامية بالأسواق اليوم السبت 19 أبريل 2025 وزير قطاع الأعمال العام: نعمل برؤية متكاملة لتعظيم العوائد وتعزيز التنافسية المشاط: ضخ 154 مليون دولار بالمرحلة الأولى من ”آلية تمويل الاقتصاد الأخضر” للقطاع الخاص رئيس مجلس الوزراء يتفقد مصانع شركة طيبة للصناعات المتطورة وزراء الزراعة والبيئة والشباب ومحافظي القاهرة والجيزة ومدير ”الفاو” يفتتحون معرض زهور الربيع ال 92 ”السعدى وعائشة الرفاعى” يكرمان النماذج النسائية التعاونية المتميزة بالمغرب ”التعاونيات الأردنية” تبحث تعزيز العمل التعاونى عربيا ودوليا ”الكشتى” نائبا لرئيس الاتحاد التعاونى العربى

فيفيان سمير تكتب: عصابات الذكريات

يتغير الزمن جارفا معه الوجوه والأماكن، ولكن الذكرى تبقى، في الليالي الطويلة تخرج من أعماق الخزائن، تحاورنا بلغة لا يفهمها إلا من مر بأرض الفراق. تحدثنا أن الحياة لم تكن خسارة، وأن كل عطش مر بالقلب كان ذات يوم نهرا متدفقا من المشاعر. تلك التي تُخبئ لحظات بل نبضات تحمل رائحة أحبة رحلوا، وضحكات ودموع تاهت في زحام الزمن، كلما أغلقنا أعيننا، يستدير كالساعة الرملية، لنعود طفلا يركض لحضن أمه، يشتم رائحة عطر أبيه، جمال أول خطوة، أول كلمة، أول لقاء، لمسات وهمسات، نسمع صوت ضحكة لصديق تصاحب رائحة فنجان قهوة، ونستعيد مشاعر للحظات مقدسة لن تعود. هذه التفاصيل الصغيرة هي المرآة التي ترفض أن تكسرها الأيام؛ ففيها يبقى الوجه كما كان، والصوت كما انطبع، والرائحة تعانقنا بطيف عزيز. الذكرى هي الوعد بأن من وما كنا نحبه لا يموت.. إنما يتحول إلى نور يرافقنا بطول الطريق.

تخيل معي صديقي أن ينُزع منك ذلك الوعد ويسرق مصباحك، لتجد نفسك عاريا، وحيدا في وسط طريق مظلم، وهذه الذكريات معلقة على جدار افتراضي، مكتوب تحتها: "للبيع"، الغرباء يتصفحونها بأصابع باردة، ويقيمونها كسلعة. الذكرى التي كانت تختزنها عيناك فقط، ويدق لها قلبك لم تعد كنزك المخفي، طرحت بعرض الطريق، صارت مشاعا.

في عام 2022، أعلنت شركة "نيورالينك" التابعة لإيلون ماسك عن تطوير شريحة قادرة على قراءة الإشارات العصبية، وربط الدماغ البشري بالحواسيب. بينما ركزت المناقشات العامة على الفوائد الطبية، بدأت تقارير استخباراتية تُحذر من تحول هذه التكنولوجيا إلى أداة للجريمة المنظمة. اليوم، تُوثق منظمات حقوقية وعلماء أعصاب حالات لسرقة ذكريات شخصية عبر تقنيات متطورة، تُستخدم لابتزاز الأثرياء أو بيعها كقطع فنية افتراضية في أسواق سرية.

في ليلة خريفية ببرلين، بينما كانت "سارة م." تغوص في هوة نوم مضطرب تحت خوذة أسلاك تلمع كشبكة عنكبوتية، لم تكن تعلم أنها تُودع جزء من ذكرياتها البريئة. سارة، التي ظنت أن ذاكرتها غرفة محصنة لا تُقتحم، اكتشفت أن التكنولوجيا التي وثقت بها حولتها إلى سلعة في سوق للنخاسة من نوع جديد. بعد أسابيع، انكسر صمت عالمها بفيديو أشبه بقنبلة موقوتة: طفولتها بلحظة خاصة مع أمها في حديقة منزلهم، مُعاد تركيبها بتقنية تلامس حد الجنون. رسالة جافة ترافق الفيديو: "هذه اللحظة تُباع للمُزايد الأعلى.. أو ادفعي ثمن صمتنا". هكذا أصبحت الذكرى الشخصية مجرد سلعة في سوق سوداء لا ترحم.

ليست سارة وحدها. وفقا لتقارير اليوروبول (2023)، تعرض ما لا يقل عن 1,200 شخص في أوروبا لسرقة ذكرياتهم عبر تقنيات تُسوق كأدوات طبية، طُورت لمراقبة نوبات الصرع والأرق، تشريح الذاكرة على مذبح التكنولوجيا ليس خيالا علميا، بل كابوسا ترسمه أجهزة تخطيط الدماغ (EEG) التي تُباع ببساطة في صيدليات أوروبا. تكشف دراسة نُشرت في مجلة "Science" أن 65% من الذكريات البصرية يمكن إعادة بنائها عبر إشارات الدماغ، حيث تلتقط الأقطاب الكهربائية إشارات الدماغ الخافتة أثناء النوم أو الاسترخاء، ثم تُغذى هذه الإشارات إلى شبكات عصبية كـ"Deep Dream"، تتنبأ بما يراه الدماغ بناء على قاعدة بيانات ضخمة، تحول النبضات العصبية إلى مشاهد مُفككة من الصور ومقاطع الفيديو، والنتيجة، إعادة تركيب ذكريات شخصية تُخيل للضحايا أنهم يشاهدون شريط حياتهم المسروق بدقة تصل إلى 65%، وكأنما العقل صار كتابا مفتوحا بلسان ناطق. وهنا يصبح جاهزا لسوق المزايدة في أعماق الـ Dark Web، حيث تُعرض الذكريات المسروقة كتحف نادرة. أو تُباع كفيلم قصير بجوار الأسلحة البيولوجية والمخدرات، أو تتحول إلى "فن تفاعلي" في معرض افتراضي. بينما تُحذر منظمة العفو الدولية: "الضحايا فقدوا التمييز بين ذاكرتهم الحقيقية والمُصنعة.. كأنما أرواحهم نُسخت في ملفات رقمية".

من الفاتيكان إلى الأزهر، ارتفعت أصوات دينية تُحذر من تدنيس المقدس. الكاردينال رفاسي يصف السرقةَ العصبية بـ"اقتحام هيكل الروح والعقل هو قدس الأقداس"، بينما صرح المفتي السابق علي جمعة أن "هذه التقنيات تفتح أبوابا للشيطان... فالباطن يجب أن يبقى سرا بين العبد وربه".

في المقابل، يرد العلماء بأن 85% من التقنيات المستخدمة شرعية، لكن الشيطان يختفي بين ثنايا النوايا.

ففي مملكة القراصنة البيولوجيين وخلف واجهات شرعية في برلين وكييف، تعمل عصابات مُعقدة كخلية نحل سامة. قراصنة يُعدلون أجهزة الـEEG داخل صناديق تلفزيونات مهربة، وممولون يُديرون مزادات إلكترونية للذكريات، وفنانون مأجورون يحولون الألم إلى عروض افتراضية. في غارة مثيرة، ضبطت الشرطة الألمانية مختبرا يحوي 500 جهاز مُعدل، كان أحدها يسجل أحلام طفل مصاب بالصرع.

وفي نوفمبر 2022، أثار معرض فني افتراضي على منصة Decentraland غضبا دوليا بعد عرضه لوحة رقمية بعنوان "دموع أمي"، مبنية على ذكريات مسروقة. الفنانة أماندا سميث علقت لـ فوربس:

"الفنون الرقمية يجب ألا تتجاهل حقوق الإنسان... ما يحدث جريمة لا علاقة لها بالإبداع".

هنا يقفز السؤال الأهم هل يمكن وقف النزيف؟ أمام هذه العاصفة، تحاول بعض الحكومات إغلاق الباب، لتصبح كندا وفرنسا أول الدول التي تُجرم "القرصنة العصبية" في 2023 بعقوباتٍ تصل إلى 15 عاما، بينما تحذو دول الاتحاد الأوروبي حذوهما ببطء. لكن التحدي، كما تُلخصه الدكتورة ليلى مراد من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا: " كيف تُجرم تقنية هي نفسها تُنقذ مرضى الزهايمر... الفرق بين العلاج والجريمة قد يكون مجرد نيّة".

ليس هذا فقط بل إن 85% من التقنيات المستخدمة ذات أغراض طبية مشروعة، مما يُصعب مراقبتها.

كما أن التقرير العالمي للأمن السيبراني (2023) يُشير إلى أن 30% فقط من الضحايا يبلغون عن الجرائم خوفا من التشهير.

حين تموت الإنسانية قبل الإنسان تظل قصة "مارك ت." الجرح النازف في ضمير العالم. مبرمج أمريكي انتحر بعد أن بيعت ذكرياته مع ابنته الراحلة كـ “تحفة نادرة". زوجته تقول بصرخة صامتة: "مارك لم يمت لأنه فقد ذاكرته... بل لأنه أدرك أن العالم صار مكانا تباع فيه الروح بأسعار السوق".

هنا، يصبح السؤال

الأخلاقي أكثر إلحاحا من أي تقرير أمني، ماذا يبقى منا إذا تحولت خفايا عقولنا إلى بضاعة في سوق بلا ضمير؟ ماذا سيبقى من إنسانيتنا إذا صرنا نبيع ونشتري ذكرياتنا في السوق السوداء، بل حتى ملكيتنا لعقولنا مشكوك فيها؟ وكيف نعيش حياتنا ونحن نرتعد من مجرد استعادة ذكرى غالية قد تُسرق في غفلة منا.

الذكريات ليست مجرد بيانات... إنها الروح التي لا تُختزل في أكواد؛ ففي عالم تُهدد فيه التكنولوجيا قدسية أفكارنا، قد تكون الذاكرة آخر حدود الخصوصية، أهم ما يجب أن نحميه.

المصادر:

تقرير اليوروبول السري حول الجرائم العصبية (2023).

دراسة مجلة Science: "إعادة بناء الذكريات البصرية" (2021).

شهادات ضحايا منظمة العفو الدولية (أسماء مستعارة).

بيان مجلس الفاتيكان للثقافة (2022).

تحقيق صحيفة دي فيلت: "مختبرات القرصنة العصبية" (2022).

مقابلة مع الدكتورة ليلى مراد (معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا).

أسعار العملات

متوسط أسعار السوق بالجنيه المصرى17 أبريل 2025

العملة شراء بيع
دولار أمريكى 51.0681 51.1681
يورو 57.9367 58.0553
جنيه إسترلينى 67.5273 67.6698
فرنك سويسرى 62.3618 62.5297
100 ين يابانى 35.8272 35.9024
ريال سعودى 13.6091 13.6365
دينار كويتى 166.4865 166.8886
درهم اماراتى 13.9021 13.9331
اليوان الصينى 6.9954 7.0107

أسعار الذهب

متوسط سعر الذهب اليوم بالصاغة بالجنيه المصري
الوحدة والعيار سعر البيع سعر الشراء بالدولار الأمريكي
سعر ذهب 24 5457 جنيه 5429 جنيه $107.01
سعر ذهب 22 5002 جنيه 4976 جنيه $98.09
سعر ذهب 21 4775 جنيه 4750 جنيه $93.63
سعر ذهب 18 4093 جنيه 4071 جنيه $80.26
سعر ذهب 14 3183 جنيه 3167 جنيه $62.42
سعر ذهب 12 2729 جنيه 2714 جنيه $53.50
سعر الأونصة 169736 جنيه 168848 جنيه $3328.34
الجنيه الذهب 38200 جنيه 38000 جنيه $749.06
الأونصة بالدولار 3328.34 دولار
سعر الذهب بمحلات الصاغة تختلف بين منطقة وأخرى