التعاونيات المصرية
بوابة التعاونيات المصرية صوت الحركة التعاونية المصرية
السبت 20 ديسمبر 2025 03:50 صـ 1 رجب 1447 هـ
رئيس التحريرمحمد جعفر
رئيس مجلس الإدارةخالد السجاعى
سفارة البحرين بالقاهرة تقيم حفل استقبال بمناسبة العيد الوطنى للمملكة رئيسة اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية بالكويت تجتمع بممثلي 55 جمعية لبحث التحديات التى تواجههم مصر تستضيف المؤتمر الوزاري الثاني لمنتدى الشراكة الروسية الإفريقية البرلمان العربي يشارك في الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية مشاورات سياسية بين وزيرى الخارجية المصرى والروسي بالقاهرة| صور مصر تستضيف وفدًا رفيع المستوى من منظمات الطيران المدني الدولية وزير الخارجية يجدد التأكيد على أهمية تضافر الجهود الدولية لضمان تمكين قوة الاستقرار الدولية جهاز مستقبل مصر يطلق سلسلة من 1337 منفذًا تحمل اسم ”سوبر توفير” لبيع السلع الأساسية وزير البترول يناقش الخطة الجديدة للاستكشاف والإنتاج مع رؤساء الشركات العالمية العاملة في مصر وزيرتا التخطيط والتنمية المحلية ومحافظ قنا يكرمون فريق عمل برنامج التنمية المحلية بصعيد مصر أسعار السلع الأساسية في الأسواق اليوم الجمعة 19 ديسمبر2025 وزيرة التخطيط تتناول التحول في نموذج نمو الاقتصاد المصري وتطور مؤشراته منذ يوليو 2024

هشام بيومي يكتب: الساموراي الأعظم

هشام بيومي
هشام بيومي

الأقزام احلامهم صغيرة، أما العمالقة لا يكفوا عن الحلم.

في 6 أغسطس 1945 وقبل تسعة وسبعين عاماً، أُسقطت أول قنبلة ذرية في العالم على هيروشيما ونكازاكي باليابان واحترقت المدينتين في لحظة. وقد دمرت القنبلة وقتلت العديد من الأرواح الثمينة. إلى جانب تلك الأرواح، مسحت القنبلة التاريخ والثقافة والذكريات.
القنبلة دمرت الجزيرتين لكنها لم تدمر الإنسان الياباني بعزيمته وقوته استطاع تخطي آثار الدمار. إليكم في قصة نجاح المخترع الياباني تاكيو أوساهيرا في صنع أول محرك ياباني نموذج ومثال لقوة الارادة والعزيمة. تاكيو الذي ساهم بقوة في نهضة اليابان، وهي قصة حقيقية، حدثت فعلا، والذي لقب بالساموراي الأعظم. إنه المخترع الياباني تاكيو أوساهيرا ( سبب نهضة اليابان) والذي نقل اليابان من الصفر الى القمة.

أوساهيرا طفل ياباني من مدينة ناكازاكي، كان منذ طفولته يهتم بالنهضة الغربية ويتابع بشغف أخبار النهضة الاقتصادية الألمانية وما أحدثته من تغيير كبير في الحياة الصناعية في ألمانيا.
كان يعتقد بأن النهضة الاقتصادية هذه تنبع من عظمة المحرك، فكان مولعاً باختراعه، وكان ينظر إليه بإجلال وإكبار ويحلم باللحظة التي يكبر فيها ليحقق حلمه ويصنع محركاً في اليابان، كان يعتقد بأن النهضة الصناعية اليابانية ستأتي من هذا الطريق.

درس "الميكانيكا التطبيقية" وتفوق فيها، وكان هذا التفوق نابعاً من شغفه القديم الذي لم يفارقه منذ طفولته.
ونتيجة لتفوقه وتميزه في تخصصه أرسلته اليابان مع مجموعة من طلاب الجامعة في بعثة علمية لدراسة "أصول الميكانيكا العلمية" في جامعة "هامبورغ" الألمانية، وهنا يقول: "ذهبت إلى جامعة هامبورغ بألمانيا وأنا أحمل حلمي الخاص الذي لا ينفك عني أبداً، والذي خالج روحي وعقلي، كنت أحلم بأن أتعلم كيف أصنع محركاً صغيراً".

وفي يوم من الأيام سمع عن معرض للمحركات الإيطالية سيقام في مدينة "هامبورغ"، فذهب إلى المعرض لمشاهدة المحركات الحديثة.
في المعرض وجد "أوساهيرا" محركاً نال إعجابه بشدة وأراد شراءه، لكنه لم يكن يملك سوى مرتبه الشهري، والذي بالكاد يكفي ثمناً لهذا المحرك، ولكن نتيجة لرغبته الشديدة في الوصول إلى ما يريد قام بشراء المحرك وأنفق مرتبه الشهري الذي لم يكن يملك غيره، وأخذه معه إلى المنزل.
عندما وصل إلى المنزل أحضر ورقة وقلماً وبدأ بفك قطع المحرك ، و يرسم القطعة التي قام بفكها، ثم يضع عليها رقماً، إلى أن انتهى من فك جميع أجزاء المحرك ورسمها وترقيمها، ثم أعاد تجميعها من البداية، فاستغرق هذا العمل معه 3 أيام كان يعمل خلالها 18ساعة يومياً، وعندما انتهى من تجميع كل أجزاء المحرك، أداره فعمل المحرك كما في السابق، وهنا شعر بسعادة غامرة.
كرر التجربة أكثر من مرة تحت إشراف رئيس بعثته وفي كل مرة يكبر الحلم في داخله، وصل التحدي لزروته عند الاختيار بين الاستمرار في حلمه وصنع محرك وبين استكمال رسالة الدكتوراه،

ترك الدراسة والتحق بمصنع لصهر المعادن لكي يتعلم كل شيء عن ذلك، وعمل ليل نهار، كان "أوساهيرا" قد قضى 9 سنوات في ألمانيا وهو يحاول أن يصنع المحرك، ولم يحصل فيها على شهادة الدكتوراه، كما أنه عمل فيها في عدة مصانع، وخلال هذه الفترة لم يجنِ المال، بل أنفق كل ما يملك، ومع ذلك فإن شغفه كان يمنعه من أن يتوقف قبل تحقيق حلمه، فتابع عمله في اليابان، وكلفه ذلك 9 سنوات أخرى من حياته. وبعد ثمانية عشر عام استطاع اختراع أول محرك ياباني.

كانت "لتاكيو أوساهيرا" رؤية واضحة وخطوات ثابتة تقوده للوصول إلى شغفه وإلى تحقيق هدفه الذي طالما عمل من أجله، هذا الشغف ظل يلازمه كأنفاسه التي بين جنبيه طيلة ثماني عشرة سنة.
ولم يذهب سعيه نحو شغفه هباءً منثوراً فقد بقي اسمه محفوظاً في ذاكرة التاريخ كرجل خدم بلاده وسعى لرفعته ونهضته، حتى وصل إلى ما يريد، ولا تزال اليابان تذكر قصة أوساهيرا"، الرجل الذي خدم اليابان وسعى لتحقيق حلم طفولته وحبه منذ الصغر، فنجح وأبدع حين عرف كيف يستثمر شغفه.