التعاونيات المصرية
بوابة التعاونيات المصرية صوت الحركة التعاونية المصرية
الأربعاء 19 نوفمبر 2025 03:28 صـ 29 جمادى أول 1447 هـ
رئيس التحريرمحمد جعفر
رئيس مجلس الإدارةخالد السجاعى
الصافى طلعت المحامى يهنئ لواء دكتور محمود ضياء الدين بتوليه رئاسة مدينة شبرا الخيمة حزب ”المصريين”: حديث الرئيس لطلاب أكاديمية الشرطة اتسم بالصراحة والوضوح شلة حرامية .. وزير الزراعة يكشف عن فساد كبير بالتعاونيات الزراعية .. والمتهمون إلى النيابة السكة الحديد تكشف موقف تأخيرات القطارات اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 أسعار الخضراوات والفاكهة اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 في سوق العبور أسعار الأسماك اليوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025 في سوق العبور لتجارة الجملة كامل الوزير: ننسق مع القطاع الخاص لإنشاء مزارع حيوانية ومجازر آلية في تشاد هيئة الاستثمار تبحث آليات دعم بيئة الأعمال مع مستثمري العاشر من رمضان بالتنسيق مع الجهات الحكومية تزامنًا مع عيد الميلاد للطاقة النووية.. تركيب وعاء الضغط المفاعل بالوحدة الأولى بمحطة الضبعة الغدية جمعية رجال الأعمال تبحث سبل تشجيع الصادرات الزراعية والاستثمار الزراعي حزب ”المصريين”: توجيهات الرئيس للهيئة العليا للانتخابات استجابت لنبض الشارع وصوت المواطن وزير المالية: تعزيز الحوار مع المستوردين والمستخلصين ووكلاء الشحن الجوي حول منظومة ACI

هشام بيومي يكتب: الساموراي الأعظم

هشام بيومي
هشام بيومي

الأقزام احلامهم صغيرة، أما العمالقة لا يكفوا عن الحلم.

في 6 أغسطس 1945 وقبل تسعة وسبعين عاماً، أُسقطت أول قنبلة ذرية في العالم على هيروشيما ونكازاكي باليابان واحترقت المدينتين في لحظة. وقد دمرت القنبلة وقتلت العديد من الأرواح الثمينة. إلى جانب تلك الأرواح، مسحت القنبلة التاريخ والثقافة والذكريات.
القنبلة دمرت الجزيرتين لكنها لم تدمر الإنسان الياباني بعزيمته وقوته استطاع تخطي آثار الدمار. إليكم في قصة نجاح المخترع الياباني تاكيو أوساهيرا في صنع أول محرك ياباني نموذج ومثال لقوة الارادة والعزيمة. تاكيو الذي ساهم بقوة في نهضة اليابان، وهي قصة حقيقية، حدثت فعلا، والذي لقب بالساموراي الأعظم. إنه المخترع الياباني تاكيو أوساهيرا ( سبب نهضة اليابان) والذي نقل اليابان من الصفر الى القمة.

أوساهيرا طفل ياباني من مدينة ناكازاكي، كان منذ طفولته يهتم بالنهضة الغربية ويتابع بشغف أخبار النهضة الاقتصادية الألمانية وما أحدثته من تغيير كبير في الحياة الصناعية في ألمانيا.
كان يعتقد بأن النهضة الاقتصادية هذه تنبع من عظمة المحرك، فكان مولعاً باختراعه، وكان ينظر إليه بإجلال وإكبار ويحلم باللحظة التي يكبر فيها ليحقق حلمه ويصنع محركاً في اليابان، كان يعتقد بأن النهضة الصناعية اليابانية ستأتي من هذا الطريق.

درس "الميكانيكا التطبيقية" وتفوق فيها، وكان هذا التفوق نابعاً من شغفه القديم الذي لم يفارقه منذ طفولته.
ونتيجة لتفوقه وتميزه في تخصصه أرسلته اليابان مع مجموعة من طلاب الجامعة في بعثة علمية لدراسة "أصول الميكانيكا العلمية" في جامعة "هامبورغ" الألمانية، وهنا يقول: "ذهبت إلى جامعة هامبورغ بألمانيا وأنا أحمل حلمي الخاص الذي لا ينفك عني أبداً، والذي خالج روحي وعقلي، كنت أحلم بأن أتعلم كيف أصنع محركاً صغيراً".

وفي يوم من الأيام سمع عن معرض للمحركات الإيطالية سيقام في مدينة "هامبورغ"، فذهب إلى المعرض لمشاهدة المحركات الحديثة.
في المعرض وجد "أوساهيرا" محركاً نال إعجابه بشدة وأراد شراءه، لكنه لم يكن يملك سوى مرتبه الشهري، والذي بالكاد يكفي ثمناً لهذا المحرك، ولكن نتيجة لرغبته الشديدة في الوصول إلى ما يريد قام بشراء المحرك وأنفق مرتبه الشهري الذي لم يكن يملك غيره، وأخذه معه إلى المنزل.
عندما وصل إلى المنزل أحضر ورقة وقلماً وبدأ بفك قطع المحرك ، و يرسم القطعة التي قام بفكها، ثم يضع عليها رقماً، إلى أن انتهى من فك جميع أجزاء المحرك ورسمها وترقيمها، ثم أعاد تجميعها من البداية، فاستغرق هذا العمل معه 3 أيام كان يعمل خلالها 18ساعة يومياً، وعندما انتهى من تجميع كل أجزاء المحرك، أداره فعمل المحرك كما في السابق، وهنا شعر بسعادة غامرة.
كرر التجربة أكثر من مرة تحت إشراف رئيس بعثته وفي كل مرة يكبر الحلم في داخله، وصل التحدي لزروته عند الاختيار بين الاستمرار في حلمه وصنع محرك وبين استكمال رسالة الدكتوراه،

ترك الدراسة والتحق بمصنع لصهر المعادن لكي يتعلم كل شيء عن ذلك، وعمل ليل نهار، كان "أوساهيرا" قد قضى 9 سنوات في ألمانيا وهو يحاول أن يصنع المحرك، ولم يحصل فيها على شهادة الدكتوراه، كما أنه عمل فيها في عدة مصانع، وخلال هذه الفترة لم يجنِ المال، بل أنفق كل ما يملك، ومع ذلك فإن شغفه كان يمنعه من أن يتوقف قبل تحقيق حلمه، فتابع عمله في اليابان، وكلفه ذلك 9 سنوات أخرى من حياته. وبعد ثمانية عشر عام استطاع اختراع أول محرك ياباني.

كانت "لتاكيو أوساهيرا" رؤية واضحة وخطوات ثابتة تقوده للوصول إلى شغفه وإلى تحقيق هدفه الذي طالما عمل من أجله، هذا الشغف ظل يلازمه كأنفاسه التي بين جنبيه طيلة ثماني عشرة سنة.
ولم يذهب سعيه نحو شغفه هباءً منثوراً فقد بقي اسمه محفوظاً في ذاكرة التاريخ كرجل خدم بلاده وسعى لرفعته ونهضته، حتى وصل إلى ما يريد، ولا تزال اليابان تذكر قصة أوساهيرا"، الرجل الذي خدم اليابان وسعى لتحقيق حلم طفولته وحبه منذ الصغر، فنجح وأبدع حين عرف كيف يستثمر شغفه.