م. محمد بهاء يكتب .. أهمية تطوير التعاونيات

مما لا شك فيه أن التعاونيات باتت تلعب دورا رئيسيا في الاقتصاد العالمي خاصة في ظل الأزمات الاقتصادية المتتالية التي يشهدها العالم بين الحين والآخر ما كان له بالغ الأثر فى ارتفاع نبرة الأصوات المطالبة بضرورة الاعتماد على التعاونيات وإفساح الطريق لها كونها نموذجا اقتصاديا ملائما لمختلف العصور والظروف. فالتعاونيات لها أهمية كبيرة في مختلف جوانب الحياة فهي تساهم في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وتعزيز الرفاهية للفرد والمجتمع أيضا.
وبالفعل تحركت دول عديدة واتجهت بوصلة العديد من الحكومات نحو التعاونيات فعدلت التشريعات وأزالت العقبات وقدمت التسهيلات فكانت النتائج المرجوة هائلة حيث شاركت تلك التعاونيات بفاعلية في إجمالي الناتج المحلى وحلت كثير من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية ووفرت فرص عمل لملايين العاطلين ودخلت مجالات جديدة وواكبت ما يشهده العالم اليوم من تقدم تكنولوجي وتحول رقمي وباتت رقما مهما في الخريطة الاقتصادية للدولة.
إن النماذج التعاونية الناجحة في العديد من الدول لم تأت من فراغ لكنها جاءت نتيجة فكر منظم ومنهج علمي متبع وتعاون حكومي جاد وشفافية مطلقة من القائمين على إدارة التعاونيات ما أسفر في النهاية عن منظمات تعاونية قوية تساعد نفسها وتشارك في بناء وطنها.
ما أحوجنا لدراسة تلك النماذج التعاونية الرائدة والاقتداء بها .. ما أحوجنا لتشريعات تعاونية تفتح الطريق أمام العمل التعاوني وتنهض به وتقدم حوافز وإعفاءات للمنظمات التعاونية حتى تشجع الاستثمار فيها وتعزز قدرتها على المنافسة والابتكار .. ما أحوجنا إلى رقابة وإشراف فعال لضمان التزام التعاونيات بالمبادئ التعاونية والقوانين المنظمة وحماية مصالح الأعضاء من أي ممارسات خاطئة.. ما أحوجنا إلى تطوير أنفسنا كتعاونيين لنستطيع أن نرى ما وصل إليه العالم من حولنا وحتى يرانا العالم أيضا .. ما أحوجنا لدماء جديدة وفكر جديد يعيد أمجاد الحركة التعاونية المصرية التي أصبحت مجرد ذكريات.
إن أهمية تطوير التعاونيات لا تقل عن أهمية عن وجودها في المقام الأول بل هي ضرورة حتمية لضمان استمرارية فعاليتها وقدرتها على تحقيق أهدافها في ظل التغيرات المتسارعة على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي.