خبير: مصر تسعى لتعزيز أمن الطاقة وتنويع مصادرها.. والربط الكهربائي مع السعودية الأبرز
أكد الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة البترول والطاقة بالجامعة الأمريكية، على الجهود الحثيثة التي تبذلها الحكومة المصرية لتعزيز أمن الطاقة وتنويع مصادرها.
زيادة إنتاج النفط والغاز
وأشار في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، إلى سعي الحكومة لزيادة إنتاج النفط والغاز من خلال التعاون مع شركات عالمية كبرى، مثل إيني وإي بي، لتنفيذ مشاريع جديدة في مجال الاستكشاف والإنتاج.
وشدد القليوبي على أهمية سداد مستحقات الشركات الأجنبية كحافز للاستثمار في مصر، خاصة في قطاع الطاقة المتجددة.
وأوضح أن تأخر سداد هذه المستحقات أدى إلى توقف العديد من المشاريع التي كانت من شأنها أن تساهم في زيادة إنتاج الطاقة النظيفة في البلاد.
معالجة التحديات
ولكن، رغم التحديات الاقتصادية التي واجهتها مصر، مثل التضخم وتذبذب سعر الصرف، أكد القليوبي على أن الحكومة تعمل جاهدة على معالجة هذه التحديات من خلال سداد جزء من مستحقات الشركات الأجنبية واستئناف العمل في المشاريع المتوقفة.
وفي سياق متصل، أشار القليوبي إلى التعاون الوثيق بين وزارة الكهرباء والقطاع الخاص لزيادة مساهمة طاقة الرياح في مزيج الطاقة المصري.
وأكد أن الحكومة تسعى إلى إضافة 4000 ميجاواط من طاقة الرياح إلى الشبكة خلال العام المالي الحالي، وذلك في إطار سعيها لتلبية الطلب المتزايد على الكهرباء والحد من انقطاع التيار الكهربائي.
مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية
كما أشار القليوبي إلى أن مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية يسير بخطى ثابتة، مما سيمكن مصر من استيراد الكهرباء في حالات الطوارئ وتعزيز أمن الطاقة في المنطقة،حيث تم الانتهاء من حوالي 60% من العمل، ومن المتوقع الانتهاء من المشروع بالكامل خلال العام الحالي، مما سيمكن مصر من استيراد 3000 ميجاواط من الكهرباء من السعودية في حالات الطوارئ، وتعزيز أمن الطاقة في المنطقة.
وأكد أن الحكومة عازمة على استخلاص العبر من الأزمات السابقة، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لمنع تكرارها مستقبلًا. وتأتي الأولويات الحالية للحكومة في مجال الطاقة متمثلة في زيادة إنتاج الطاقة المتجددة بنحو 4500 ميجاواط، وتعزيز التعاون مع السعودية من خلال الربط الكهربائي، بالإضافة إلى تكثيف عمليات البحث والاستكشاف في البحر الأحمر، هذه الجهود مجتمعة تهدف إلى تحقيق أمن الطاقة وتحقيق الاكتفاء الذاتي.
تحديث محطات توليد الكهرباء
وأوضح القليوبي أن الحكومة تعمل على تطوير وتحديث محطات توليد الكهرباء، خاصة تلك التي تعمل بالمازوت، استعدادًا لأي زيادة مفاجئة في الطلب على الكهرباء.
وعن حقل ظهر، أشار القليوبي إلى الانخفاض الحاد في إنتاجه، مما يزيد من الضغط على إمدادات الغاز الطبيعي، حيث وصل إلى 2 مليار قدم مكعب يوميًا بدلًا من 3.8 مليار قدم مكعب، وهذا الانخفاض يمثل حوالي 25% من إجمالي إنتاج الغاز في مصر، مما يزيد من الضغط على إمدادات الغاز الطبيعي للصناعة والمنازل، مشيرا أن مصر تنتج حوالي 5 مليارات قدم مكعب من الغاز يوميًا، بينما تحتاج إلى حوالي 6 مليارات قدم مكعب لتلبية احتياجاتها، وهذا العجز يعكس الحاجة الملحة لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي، خاصة في ظل الانخفاض الحاد في إنتاج حقل ظهر، الذي كان يمثل مصدرًا رئيسيًا للغاز في مصر.
تنويع مصادر الطاقة
وأكد على الحاجة الملحة لزيادة إنتاج الغاز الطبيعي وتنويع مصادر الطاقة لضمان الأمن الطاقة في مصر.
ويسعى قطاع الطاقة في مصر إلى تحقيق التوازن بين زيادة الإنتاج وتنويع مصادر الطاقة، مع مواجهة التحديات الاقتصادية. وتؤكد جهود الحكومة على أهمية الشراكة مع القطاع الخاص والشركات العالمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة وأمن الطاقة.