التعاونيات المصرية
بوابة التعاونيات المصرية صوت الحركة التعاونية المصرية
الثلاثاء 19 أغسطس 2025 10:10 صـ 25 صفر 1447 هـ
رئيس التحريرمحمد جعفر
رئيس مجلس الإدارةخالد السجاعى
من طرقات ميامي بأمريكا إلى التعاونيات العربية: تجربة زراعية ملهمة خالص التهانى القلبية للمحاسب محمود أبو الصفا مدير عام النقل بقنا العوامى” يفوز برئاسة جمعية إسكان الزراعيين بأسيوط ”الخرابشة” يحقق المركز الأول للأردن كأفضل مشارك فى ندوة مكافحة الفقر بالصين حزب ”المصريين”: وقف إطلاق النار في غزة انتصار لصوت العقل والحق وزيرا التضامن الاجتماعي والخارجية يتفقدان رفقة رئيس وزراء فلسطين المطبخ الإنساني والمخبز الآلي للهلال الأحمر المصري بالعريش لدعم أهالي غزة الاتحاد المصرى لمقاولى التشييد والبناء يخاطب وزير المالية لتحديد نسبة الضريبة على خدمات المقاولات استقرار الخضراوات وتراجع التفاح والبرقوق والكنتالوب في الأسواق اليوم الإثنين 18 أغسطس 2025 وزيرة التخطيط: مراكز خدمات مصر تُتيح أكثر من 156 خدمة حكومية رئيس غرفة القاهرة التجارية: لجنة تطوير الحديد نقلة نوعية لزيادة الاعتماد على الخام المحلي وزير المالية: معدل النمو للربع الثالث يسجل 4.7 % مدفوعًا بزيادة 80% في الاستثمارات الخاصة التمثيل التجاري: قفزة قوية في صادرات الملابس الجاهزة بنحو 1.6 مليار دولار

حكيمة خالص تكتب .. ”التشبيك” ضرورة استراتيجية

في عالم تتسارع فيه التحولات الاقتصادية والاجتماعية، لم يعد العمل الانفرادي مجديًا، ولم تعد الفعالية التنموية تُقاس بما يحققه فاعل واحد مهما كانت إمكانياته، بل أصبحت تُقاس بمدى قدرة الفاعلين على الاشتغال المشترك والتنسيق الاستراتيجي.

هنا تبرز قيمة "التشبيك" باعتباره ليس فقط أداة تنظيمية، بل رؤية جديدة للفعل الجماعي،تقوم على التكامل لا التنافس، وعلى الذكاء التشاركي لا الانغلاق القطاعي.

1. التشبيك… لماذا الآن؟

لم يعد التشبيك ترفًا تنظيميًا أو عنوانًا للمجاملة بين الفاعلين.. إنه اليوم بات ضرورة قصوى لعدة أسباب:

* تعدد التحديات وتشابك القضايا:
لا يمكن لجمعية، أو تعاونية، أو مقاولة اجتماعية أن تواجه منفردة قضايا مثل البطالة، الهشاشة، الاقتصاد الأخضر، الرقمنة، أو تمكين النساء والشباب.
كل هذه القضايا تتطلب جهدًا جماعيًا وتفكيرًا مندمجًا.

* ضعف الموارد وضرورة ترشيدها:
حين تتعاون الأطراف، يتم تقاسم التكاليف، وتحقيق الأثر بأقل الإمكانيات، مما يجعل الاستثمار في الشراكة أكثر مردودية من الاستثمار الفردي.

* توسيع دائرة التأثير والترافع:
التحالفات تُقوِّي الصوت الجماعي، وتُكسبه شرعية ومصداقية أمام المؤسسات العمومية والمانحين.
ما لا يمكن لقوة واحدة أن تنجزه، يمكن لشبكة متماسكة أن تفرضه.

2. الفوائد الملموسة للتشبيك

* تبادل الخبرات والمعرفة
كل فاعل يمتلك تجارب ناجحة، وأخطاء تعلّم منها، وأفكار خلاقة.
التشبيك يحوّل هذه الرصيد المتفرق إلى رصيد مشترك قابل للنقل والتكييف.

* بناء الثقة وتعزيز روح التضامن:
كلما تواصل الفاعلون أكثر، كلما زالت الصور النمطية والريبة، وبدأت الثقة تنمو، لتصبح أساسًا للعمل المشترك.

* تجاوز المركزية وتحقيق العدالة المجالية:
من خلال التشبيك، يمكن للفاعلين في المناطق الهامشية أن يكون لهم صوت وفرص للتأثير تمامًا مثل الفاعلين في المراكز الكبرى.

3. مقترحات لتفعيل دينامية التشبيك:

حتى لا يبقى التشبيك مجرد شعار، نقترح هذه الخطوات العملية:

* إحداث قواعد بيانات للفاعلين حسب التخصصات والمجالات يسهل من خلالها التعارف وبناء الشراكات بناءً على التكامل.

* تنظيم لقاءات جهوية ودورية للتشاور والتخطيط المشترك.

* خلق منصات رقمية بسيطة وسهلة لربط الاتصال اليومي بين الفاعلين.

* تشجيع المشاريع المشتركة عبر التحفيز المالي والمؤسساتي.

* تكوين "قادة تشبيك" على مستوى الجهات لتيسير التواصل بين الفاعلين

الخلاصة:

إن عصر الفرد البطل قد ولّى.
اليوم، نحن في زمن التحالفات الذكية، والشبكات الفعّالة، والعمل التشاركي المبني على الثقة والاحترام والتكامل.

إن "التشبيك" لم يعد مجرّد اختيار، بل هو شرط أساسي لبناء فعل تنموي عادل، مستدام، ومؤثّر.. فلنُحسن الاستثمار في علاقاتنا، قبل أن نستثمر في مشاريعنا.
ولنصنع من "التشبيك" ثقافة عمل... لا مجرد مناسبة عابرة.

موضوعات متعلقة