التعاونيات المصرية
بوابة التعاونيات المصرية صوت الحركة التعاونية المصرية
الإثنين 17 نوفمبر 2025 09:50 مـ 27 جمادى أول 1447 هـ
رئيس التحريرمحمد جعفر
رئيس مجلس الإدارةخالد السجاعى
أمين إعلام ”المصريين”: تصريحات رئيس الهيئة العليا للانتخابات عن تفاصيل المرحلة الأولى اتسمت بالمصداقية والشجاعة وزيرة التضامن الاجتماعي ومحافظ الفيوم يتابعان المشروعات الإنتاجية لمصنع الغزل والنسيج بقرية العزب الرئيس السيسي يطالب «الوطنية للانتخابات» بالتدقيق عند فحص الأحداث والطعون المقدمة في بعض الدوائر الرئيس السيسي يطالب «الوطنية للانتخابات» بالإعلان عن الإجراءات المتخذة نحو المخالفات في الدعاية الانتخابية كامل الوزير يشهد توقيع مذكرة إنشاء وتشغيل محطة متعددة الأغراض بميناء العين السخنة| صور وزير المالية: يجب تبسيط إجراءات وصول التمويل للدول منخفضة ومتوسطة الدخل وزير المالية: نستهدف توليد 10 جيجاوات من الطاقة المتجددة والتخلص من 5 جيجاوات من الوقود الأحفوري المركزي يشارك في المعرض الدولي الـ 12 للمدفوعات الرقمية والشمول المالي والبنوك الرقمية التمثيل التجاري المصري يروج للمنتجات المصرية في غانا انخفاض أسعار السلع الأساسية في الأسواق اليوم الإثنين 17 نوفمبر 2025 أسعار الخضراوات والفاكهة في الأسواق اليوم الإثنين 17 نوفمبر 2025 الضرائب ترعى فعالية Innovation Arena وتدعم مشروعات الذكاء الاصطناعي

حكيمة خالص تكتب .. ”التشبيك” ضرورة استراتيجية

في عالم تتسارع فيه التحولات الاقتصادية والاجتماعية، لم يعد العمل الانفرادي مجديًا، ولم تعد الفعالية التنموية تُقاس بما يحققه فاعل واحد مهما كانت إمكانياته، بل أصبحت تُقاس بمدى قدرة الفاعلين على الاشتغال المشترك والتنسيق الاستراتيجي.

هنا تبرز قيمة "التشبيك" باعتباره ليس فقط أداة تنظيمية، بل رؤية جديدة للفعل الجماعي،تقوم على التكامل لا التنافس، وعلى الذكاء التشاركي لا الانغلاق القطاعي.

1. التشبيك… لماذا الآن؟

لم يعد التشبيك ترفًا تنظيميًا أو عنوانًا للمجاملة بين الفاعلين.. إنه اليوم بات ضرورة قصوى لعدة أسباب:

* تعدد التحديات وتشابك القضايا:
لا يمكن لجمعية، أو تعاونية، أو مقاولة اجتماعية أن تواجه منفردة قضايا مثل البطالة، الهشاشة، الاقتصاد الأخضر، الرقمنة، أو تمكين النساء والشباب.
كل هذه القضايا تتطلب جهدًا جماعيًا وتفكيرًا مندمجًا.

* ضعف الموارد وضرورة ترشيدها:
حين تتعاون الأطراف، يتم تقاسم التكاليف، وتحقيق الأثر بأقل الإمكانيات، مما يجعل الاستثمار في الشراكة أكثر مردودية من الاستثمار الفردي.

* توسيع دائرة التأثير والترافع:
التحالفات تُقوِّي الصوت الجماعي، وتُكسبه شرعية ومصداقية أمام المؤسسات العمومية والمانحين.
ما لا يمكن لقوة واحدة أن تنجزه، يمكن لشبكة متماسكة أن تفرضه.

2. الفوائد الملموسة للتشبيك

* تبادل الخبرات والمعرفة
كل فاعل يمتلك تجارب ناجحة، وأخطاء تعلّم منها، وأفكار خلاقة.
التشبيك يحوّل هذه الرصيد المتفرق إلى رصيد مشترك قابل للنقل والتكييف.

* بناء الثقة وتعزيز روح التضامن:
كلما تواصل الفاعلون أكثر، كلما زالت الصور النمطية والريبة، وبدأت الثقة تنمو، لتصبح أساسًا للعمل المشترك.

* تجاوز المركزية وتحقيق العدالة المجالية:
من خلال التشبيك، يمكن للفاعلين في المناطق الهامشية أن يكون لهم صوت وفرص للتأثير تمامًا مثل الفاعلين في المراكز الكبرى.

3. مقترحات لتفعيل دينامية التشبيك:

حتى لا يبقى التشبيك مجرد شعار، نقترح هذه الخطوات العملية:

* إحداث قواعد بيانات للفاعلين حسب التخصصات والمجالات يسهل من خلالها التعارف وبناء الشراكات بناءً على التكامل.

* تنظيم لقاءات جهوية ودورية للتشاور والتخطيط المشترك.

* خلق منصات رقمية بسيطة وسهلة لربط الاتصال اليومي بين الفاعلين.

* تشجيع المشاريع المشتركة عبر التحفيز المالي والمؤسساتي.

* تكوين "قادة تشبيك" على مستوى الجهات لتيسير التواصل بين الفاعلين

الخلاصة:

إن عصر الفرد البطل قد ولّى.
اليوم، نحن في زمن التحالفات الذكية، والشبكات الفعّالة، والعمل التشاركي المبني على الثقة والاحترام والتكامل.

إن "التشبيك" لم يعد مجرّد اختيار، بل هو شرط أساسي لبناء فعل تنموي عادل، مستدام، ومؤثّر.. فلنُحسن الاستثمار في علاقاتنا، قبل أن نستثمر في مشاريعنا.
ولنصنع من "التشبيك" ثقافة عمل... لا مجرد مناسبة عابرة.

موضوعات متعلقة