”التعاونيات المغربية” تسطع فى سماء مهرجان ”ماطا” الدولى للفروسية 13 بالمغرب

في قلب إقليم العرائش، وتحديداً في منطقة أربعاء عياشة، انطلقت الدورة الثالثة عشرة من مهرجان ماطا الدولي للفروسية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.. هذا الحدث الثقافي الكبير يعكس عمق العناية الملكية بالثقافة المغربية وتراثها العريق، ويؤكد مرة أخرى على التزام المغرب بالحفاظ على موروثه اللامادي وإبرازه للعالم.
حضور دولي رفيع ومشهد حضاري غني:
تميز حفل الافتتاح بحضور شخصيات وازنة من المغرب وخارجه، من ضمنهم وزير التجهيز والماء السيد نزار بركة، وعامل إقليم العرائش، وعدد من سفراء الدول الإفريقية وممثلي البعثات الدبلوماسية، مما يعزز مكانة المهرجان كجسر حضاري وإنساني للتبادل الثقافي بين الشعوب.
ماطا.. رمز الفروسية والتقاليد المغربية:
ليست "لعبة ماطا" مجرد مسابقة رياضية، بل هي رمز حي لقيم الفروسية والشجاعة والكرامة التي يتوارثها المغاربة جيلا بعد جيل. في فضاءات المهرجان، تفاعل الجمهور مع مهارات الفرسان الذين تنافسوا بحماس على دمية "ماطا"، وسط تصفيق الحضور الذي استمتع بمشاهد الفروسية التقليدية.
التعاونيات المغربية: شراكة اقتصادية مع التراث.
ما يميز مهرجان "ماطا" هذه السنة هو الحضور اللافت للتعاونيات المغربية التي عرضت منتوجاتها المتنوعة في فضاءات المعرض المرافق للمهرجان.. تعاونيات من مختلف جهات المملكة، إلى جانب مشاركات من دول إفريقية وأوروبية مثل موريتانيا، السنغال، الكوت ديفوار، إسبانيا، وبوركينا فاسو، قدمت منتوجات أصيلة ومبتكرة، أبرزت غنى الحرف اليدوية والصناعات التقليدية المغربية.
هذا الحضور الاقتصادي المتميز منح التعاونيات فرصة لتوسيع شبكاتها وعقد شراكات جديدة، مما يعزز دور الاقتصاد الاجتماعي والتضامني كرافعة للتنمية المحلية والوطنية. فالمهرجان ليس مجرد احتفال ثقافي، بل هو منصة حقيقية لتمكين التعاونيات المغربية، وتسليط الضوء على مساهماتها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
ندوات فكرية وثقافية: المغرب نموذج للانفتاح والتسامح.
احتضنت الخيمة الثقافية للمهرجان ندوات فكرية ودينية حول قيم التصوف المغربي، المتجسد في الطريقة المشيشية الشاذلية، مما أضفى على المهرجان طابعا روحيا وإنسانيا عميقا.. كما نظمت ندوة علمية سلطت الضوء على مدونة الأسرة، واستعرضت الإنجازات التي حققتها المملكة المغربية خلال ربع قرن من حكم جلالة الملك محمد السادس.
ليالي موسيقية وأجواء فنية مغربية:
أحيت سهرات المهرجان فرق موسيقية وفنانون بارزون، مزجوا بين الفلكلور المغربي الأصيل وألوان موسيقية حديثة، مما أضفى على المهرجان نكهة خاصة، عكست روح الانفتاح والتعايش التي تميز المغرب.
مهرجان ماطا.. منصة عالمية للتراث والتعاون:
بفضل جهود القائمين على المهرجان ودعم الرعاية الملكية السامية، أصبح مهرجان ماطا منصة عالمية تجمع بين الثقافة، الاقتصاد الاجتماعي، والتبادل الحضاري.. إنه نموذج حي للتفاعل بين الماضي والحاضر، بين الأصالة والحداثة، وبين التراث والاقتصاد الاجتماعي، مما يعزز صورة المغرب كبلد رائد في الحفاظ على الموروث والانفتاح على العالم.















