الابتكار الاجتماعي في خدمة التعاونيات .. انطلاقة جديدة للمرحلة الرابعة من برنامج ”مرافقة”

في خطوة نوعية تعكس تحولا جوهريا في فلسفة دعم ومواكبة التعاونيات، ترأس السيد كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني اجتماع لجنة التنسيق الخاصة ببرنامج "مرافقة"، الذي يدخل مرحلته الرابعة بإستراتيجية أكثر عمقًا وابتكارا، هدفها إحداث نقلة نوعية في النسيج التعاوني المغربي، بما ينسجم مع التوجهات الملكية الرامية إلى ترسيخ اقتصاد اجتماعي وتضامني فاعل وعادل.
هذا الشطر الجديد من البرنامج يُعد ثمرة شراكة ثلاثية نموذجية، جمعت بين مؤسسات الدولة، كتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ومكتب تنمية التعاون ، والمؤسسات المتمثلة في جامعة محمد السادس متعددة التخصصات، إلى جانب المكتب الشريف للفوسفاط كفاعل اقتصادي واجتماعي محوري وهو ما يعكس تكاملا فعليًا بين البحث العلمي والابتكار الاجتماعي والمواكبة الميدانية للتعاونيات.
الابتكار كمحور للتحول:
ما يميز هذه المرحلة الجديدة، هو الانتقال من منطق الدعم الكلاسيكي إلى منطق التمكين الذكي، حيث تم اعتماد مقاربة جديدة تجعل من الابتكار الاجتماعي قاطرة لخلق نموذج تعاوني مقاولاتي جديد، أكثر قدرة على التكيف مع التحولات الاقتصادية، وأكثر استعدادا للولوج إلى الأسواق والتمويلات.
ويستهدف البرنامج تمويل مشاريع مبتكرة ذات أثر اجتماعي واقتصادي ملموس، عبر منظومة متكاملة تشمل التكوين، المصاحبة، التسويق، والولوج إلى الأسواق، مع إيلاء اهتمام خاص لخصوصيات كل جهة من جهات المملكة، واعتماد مناهج تراعي العدالة المجالية والتمكين الترابي.
دعم 600 تعاونية.. بحكامة وتمكين:
من المرتقب أن يستفيد من هذا الشطر قرابة 600 تعاونية، سيتم مواكبتها وفق خطط دقيقة وموجهة، تركز على بناء قدراتها في مجالات الحكامة، والتدبير المالي، والتسويق، والابتكار، مما سيعزز استدامتها ويمنحها قدرة أكبر على خلق القيمة والمساهمة في التنمية المحلية والوطنية.
دعوة لتوسيع
الجهود وتوحيد الرؤية:
وقد خلص الاجتماع إلى دعوة كافة الشركاء من فاعلين مؤسساتيين واقتصاديين وأكاديميين وميدانيين إلى مضاعفة الجهود، وتوحيد الرؤية لإنجاح هذا البرنامج الرائد، الذي لا يقتصر أثره على تقوية التعاونيات فحسب، بل يساهم في خلق نموذج تنموي بديل قائم على العدالة الاجتماعية، والاقتصاد التشاركي، والتمكين المجتمعي.
بوابة"التعاونيات المصرية"… صدى للتجربة المغربية:
إن هذه التجربة المغربية الغنية، تشكل مصدر إلهام للتعاونيات في العالم العربي، وعلى رأسها "التعاونيات المصرية"، التي تخوض هي الأخرى معركة التمكين والمأسسة والانفتاح على الابتكار وبينما تتقاطع التحديات، تبرز الحاجة اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى تبادل التجارب الناجحة، وتوسيع قنوات التعاون جنوب–جنوب في ميدان الاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
فالرهان اليوم ليس فقط على التمويل والدعم، بل على خلق بيئة تمكينية تُنبت الأفكار، وتطلق المبادرات، وتربط بين المحلي والوطني والدولي. وها هو المغرب يخطو خطوة في هذا الاتجاه… فهل نسمع قريبا صداه في ربوع التعاونيات المصرية والعربية؟



